يتحوّل ثلاثي السنغال ساديو ماني، إدوارد ميندي، وكاليدو كوليبالي، إلى أحد أبرز العناوين الجانبية في نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2025، كأقوى تجمع للاعبين ينشطون في دوري روشن السعودي خلال البطولة القارية، في مشهد يجمع بين التنافس المحلي والتحالف الدولي.
وتأتي أهمية هذا الثلاثي في توقيت حساس، إذ يستعد النصر لمواجهة الأهلي مطلع يناير المقبل، ثم يصطدم بالهلال بعد نحو عشرة أيام، في وقت يُتوقع أن يكون فيه اللاعبون الثلاثة في ذروة الانسجام والتلاحم، حال تقدم منتخب السنغال إلى الأدوار الإقصائية.
تستضيف المغرب نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2025 بمشاركة 24 منتخبًا، تسعة منها تضم 14 لاعبًا من دوري روشن السعودي، موزعين على خمس مجموعات من أصل ست، في مؤشر واضح على الحضور المتزايد للدوري السعودي في المحافل القارية.
ومنذ الجولة الأولى، تتحول البطولة إلى مسرح لمواجهات غير مباشرة بين لاعبي الدوري ذاته، بداية من مباراة الافتتاح التي تجمع المغرب، بقيادة حارس الهلال ياسين بونو، أمام جزر القمر التي تضم زايدو يوسف لاعب الفتح ومزيان ماوليدا لاعب الخلود، إلى جانب المدافع جواد الياميق لاعب النجمة.
يحلم ماني وميندي وكوليبالي بتكرار إنجاز نهائيات 2021، حين قادوا منتخب السنغال إلى لقبه القاري الأول في التاريخ، بعد سنوات من الإخفاق في النهائي أمام الكاميرون عام 2002، ثم الجزائر عام 2019.
وكان الثلاثي بطل المشهد في النهائي التاريخي أمام مصر، حين تصدى إدوارد ميندي لركلة ترجيح حاسمة، قبل أن ينجح كوليبالي وماني في تسجيل ركلتيهما، ليُتوّج “أسود التيرانغا” بالكأس الأغلى.
وقال ماني عن تلك اللحظة: “كان أفضل يوم في حياتي، وأغلى بطولة فزت بها. رغم دوري أبطال أوروبا وكل الألقاب التي حققتها، سيظل هذا اللقب الأقرب إلى قلبي”.
تنطلق رحلة السنغال في المجموعة الرابعة بمواجهة بوتسوانا، ومع تمركز البعثة في مدينة طنجة، من المتوقع أن يجتمع الثلاثي السنغالي حول شاشة واحدة لمتابعة مباريات دوري روشن، وسط أجواء من “المناوشات الودية” والترقب لنتائج أنديتهم المتنافسة محليًا.
غادر ساديو ماني فريقه النصر بعد مساهمة واضحة في اعتلاء الصدارة بالعلامة الكاملة، بتحقيق 9 انتصارات متتالية. ومع وجود أسماء هجومية تخفف عنه الرقابة، مثل كريستيانو رونالدو وجواو فيليكس، تحرر النجم السنغالي هجوميًا، مسجلًا 3 أهداف وصانعًا 4 أخرى، في سعيه لقيادة “العالمي” لكسر صيامه عن لقب الدوري الممتد منذ 7 مواسم.
من جانبه، لعب كاليدو كوليبالي دورًا محوريًا في قفزة الهلال إلى المركز الثاني للمرة الأولى هذا الموسم، بعدما قدّم تمريرة حاسمة حاسمة للأوروغوياني داروين نونيز في الفوز الأخير على الفتح (2-1).
وانضم كوليبالي إلى منتخب بلاده وهو يرسم مشهدًا غاب عن الهلال منذ الجولة الـ13 من موسم 2022-2023، حين استقر الفريق وصيفًا خلف النصر المتصدر.
أما إدوارد ميندي، فيُعد أحد أكثر الحراس استقرارًا في دوري روشن، بعدما حافظ على نظافة شباكه في 32 مباراة، مؤكدًا قيمته كصمام أمان للأهلي.
وعزز الحارس السنغالي هذا الاستقرار بتجديد عقده حتى عام 2028، في خطوة تعكس ثقة متبادلة بينه وبين إدارة النادي، وإيمانه بمشروع الأهلي وطموحاته المستقبلية.